Friday, August 15, 2008

جغرافية الدين

الدين والتدين !
ألفاظ يستعملها كل سكان هذه المعمورة لكن لا يجرأ أحداً منهم محاولة التفكير فى معناها أو أهدافها

إن مايخبره لنا التاريخ مستنداً إلى أثار الحفريات والدراسات الأنثربيولجية يتباين تباين واضح في بعض النقاط مع التاريخ الأسطورى للدين الذي يتفق في بعض النقاط الجوهرية قى الأديان السماوية الثلاثة لذا نجد كل منا ينحى فى منحى مغاير للأخر ولا نعلم على وجه اليقين الحقيقة المطلقة والتى قد لا نعلمها إلى الأبد .لذا وددت أن أسوق بعض التساؤلات التى لم أحصل على إجابات منطقية لها ، فكلنا نعلم أن التاريخ الدينى بالنسبة للديانات الثلاثة المعترف بها قد ركز على منطقة الشرق الأوسط خاصة الهلال الخصيب وشبة الجزيرة العربية فكل الأنبياء والمرسلين لم يبعثوا إلا فى هذه المنطقة بالذات من العالم القديم فبداية من العصر الجديد للإنسان أى مرحلة ما بعد الطوفان ، تخبرنا التوراه أن المسيرة الإنسانية أو الدينية إن صح التعبير بدأت مع خروج النبى إبراهيم من بلاد أور في العراق وعبوره نهر الأردن فى فلسطين وإستقراره فى أورشليم التى كانت إحدى المدن الكنعانية القديمة وبذالك إبتدأ التأريخ بالنسبة للجنس السامى ، ومنهم أورد كما العهد القديم والقرآن حدوث الإنصهار المعروف بين مجموعة القبائل البدوية النازحة من اليمن بعد إنهيار سد مأرب وبين العبرانيين المتمثل فى زواج إسماعيل بن النبى إبراهيم من سيدة بن مضاض بن عمرو الجرهمي ، وذلك طبعاً بناءاً على التوجيهات الإلهية كما تزعم الأسطورة ، وما تلى ذلك من أحداث .هنا يأتي دور السؤال المهم إين شعوب الأرض كافة من هذه العنصرية الدينية ، فحضارات الإغريق الواغلة فى القدم لم تسمع بهذا الشئ ولا حتى بالإشارة إليه وأين حضارات الأنكا فى جبال الأنديزوحضارة مو التى غرقت فى المحيط الهادئ قبل سبعة ألاف سنة …إلخ .

كل هذه الحضارات إستددلنا عليها بطرق علمية موثوق بها فلم نسمع أي شئ عن وجود رسول أو نبي مرسل لهداية الناس كما لو كانت الرعاية الإلهية إختصت شعوب الشرق الأوسط بالهداية دون غيرها ، ثم أنه لمن المضحك أن تكون كل الحضارات السالف ذكرها وصلت لمستوى أخلاقي ومدني بل وحضاري كبير جداً بالمقارنة مع الشعوب المتدينة التى إحتضنها الدين حتى فى أدق ثفاصيل الحياة إنه من المخزى حقاً أن يتحدث العالم المتحضر عن الثقوب السوداء فى الفضاء ونحن مازلنا نحقق فى بأي يد نأكل اليسار أم اليمين .لا أدرى لماذا إختصت الشعوب المتخلفة حضارياً بتلك النزعات الدينية هل هو نوع من العدل الإلهي للمساوة بينهم وبين من سبقوهم حضارياً كأن السماء توحى لنا بأن الوصول لدرجة التعقل الإنساني إن لم تأتى من داخل الإرادة الإنسانية فيجب التدخل للعمل على الإرتقاء بهذا المخلوق البائس ، ثم يطالعنا منحى أخر أشد تعقيدا من هذا ، فبالنظر لشعوب مثل شعوب القارة السمراء وأقصد بالطبع الإنسان الملون الذي أعتقد أنه لم يأخذ من حكم الحياة شئ يذكر لماذا لم تعمل السماء على هدايته وتقويمه أما أنها سماء عنصرية لهذا الحد ، هل كان داروين على حق فى كل مازعم هل صحيح أن الإنسان كائن ذو تركيبة تنموية متطورة والذى يتحكم فى هذا النمو والإرتقاء هى طبيعة محكمة التنظيم والمرونة بحيث تسمح بالتطور التلقائى .حقاً لا أدرى !!!!!!!

No comments: