Friday, February 8, 2008

نحو وحدة عربية مستحيلة

منذ ظهور الكيانات العربية السياسية الحالية وهى تحلم بالوحدة التى تجعل منه كيان سياسي معترف به فى الخريطة العالمية لمراكز القوى ، والتى من شأنها إتاحت حياة كريمة لمواطنيها وإكتساب إحترام المجتمع الدولى كوحدة متفردة ومستقلة ، وقد حاول العديد من الرموز العربية خلال الخمسين سنة الماضية الدعوة لهذه الوحدة كل من وجهة نظره الشخصية ولكن يطالعنا دائما الشعار الذى إرتضاه العرب لأنفسمهم ألا وهو (إتفق العرب على ألا يتفقوا ).

لكن يبدو أن العرب نسوا أمرا هام جدا وهو محك أساسي فى الشخصية العربية وهو المحور الأساسي الذى يتحكم فى شخصيتهم الثقافية ، يدركه كل منهم جيدا ولكن لا يجرأ على الإفصاح عنه ، حاولت كثير أن أنسبه لإسم واحد لكنى فشلت فى ذلك فهو شخصية ثقافية متكاملة تملك سمات ومقومات الشخصية الحقيقية والتى يصعب التغير أو التأثير فيها ،

لذا إسمحوا لى بتتبع الظاهر منذ البداية فى إيجاز سريع ، لفظ العرب فى اللغة يعنى الفقرفأرض عروب تعنى أرض فقيرة ، وهذا هو الحال الحقيقيى للعرب فالعرب مجموعات من البشر الرحل همها الأساسي توفير الإحتياجات الحياتية الأساسية من مأكل ومشرب وتكاثر مجموعات من البدو الرحل التى إنطلقت من بلاد اليمن وإنتشرت فى شبة الجزيرة العربية على شكل موجات متلاحقة لأجل تأمين المأكل والمشرب والكلا

وبدأت فى منازلة بعضها البعض لا هم لها سوى إعلاء الذات والسلب والنهب لذا كان من الطبيعي أن لا يكتمل البنيان الحضاري الخاص بهم خاصة وهم بمنأى عن أى أطر فكرية وتجارب إنسانية ورغم علاقات التبادل التجاري التى سادت فى بعض القبائل مع حضارات الأمم المعاصرة لهم إلا أنهم أصرو على التمسك بهويتهم الثقافية ومعتقداتهم الفكرية فى حالة غريبة للدفاع عن هذا الموروث الحضاري العظيم الذي خلفوه ، وقد كان هذا طبعا فى شبة الجزيرة العربية ولاعلاقة لسكان الخارطة العربية الأن بما هم عليه إلى أن جاء الإسلام كدين أراد تقويم هذه الأعراف البلهاء والعهود الخرقاء وما ثبتوا أن تمسكوا به دون حتى التفكير فى ماهيته أن محاولة تدقيق النظر فى فحوى رسالته فقد إتبعه العبد لينال حريته وإتبعته المرأة لإسترداد جزء من حقوقها وإتبعه الوالى لكي يوطد من سلطته وملكه وما ثبتو أن عملوا على غزو البلدان المجاورة وإحتلالها بدعوى تحرير شعوبها من الضلال والعبودية ، ومن الطبيعي أن يرحب شعوب هذة البلدان بالغزاة الجدد لا لشئ سوى التخلص من جور حكامهم وطواغيتهم كما حدث فى مصر والشام ناسين بذالك أنه واقعين فى عبودية أشد وأقسى ألا وهى عبودية الفكر السطحى الجامد الخالى من أى معنى للوعى والإدارك فأصبح شعوب تلك البلدان متفاخرين بإنتمائهم العربي الجديد تاركين كل مواريثهم الفكرية وراء ظهورهم إلا فيما ندر وأصبح عندنا فئة جديدة تدين بدين واحد وثقافات مختلفة فكيف لها من أن تتوحد فى إطار قومى واحد فحتى فى النظام القبلى يدين الفرد بالولاء لأسرته قبل العائلة وللعمومة قبل العشيرة فكيف لكل هذا التباين العرقي والثقافي أن يجتمع على شئ واحد إلا لمصلحة مادية ملحة تحقق له نوع من اللذة الجسدية المؤقتة .

فلا أظن أن الوحدة والتكتلات لم توجد من أجل حفنه من البدو الرحل

No comments: